رأيت أقواما قد أحدقوا بداري بأيديهم حراب قد غرسوها في أصل الدار يقولون:
إن آذى ابن رسول الله خسفنا به، وإن أحسن إليه انصرفنا عنه وتركناه.
فتبعته (عليه السلام) فقلت له: ما الذي قلت حتى كفيت أمر الرشيد؟ فقال دعاء جدي علي بن أبي طالب كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلا هزمه، ولا إلى فارس إلا قهره وهو دعاء كفاية البلاء، قلت: وما هو؟
قال: قلت: " اللهم بك أساور، وبك أحاول، وبك أجاور، وبك أصول، وبك أنتصر، وبك أموت، وبك أحيا، أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، اللهم إنك خلقتني ورزقتني، وسترتني عن العباد بلطف ما خولتني وأغنيتني إذا هويت رددتني، وإذا عثرت قومتني، وإذا مرضت شفيتني، وإذا دعوت أجبتني، يا سيدي أرض عني فقد أرضيتني ". (1) [245] - 10 - وقال أيضا:
حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، قال: سمعت رجلا من أصحابنا يقول: لما حبس الرشيد موسى بن جعفر (عليهما السلام) جن عليه الليل فخاف ناحية هارون أن يقتله فجدد موسى بن جعفر (عليهما السلام) طهوره فأستقبل بوجهه القبلة وصلى لله عزوجل أربع ركعات ثم دعا بهذه الدعوات، فقال:
" يا سيدي نجني من حبس هارون، وخلصني من يده، يا مخلص الشجر من بين رمل وطين، ويا مخلص اللبن من بين فرث ودم، ويا مخلص الولد من بين مشيمة ورحم، ويا مخلص النار من الحديد والحجر، ويا مخلص الروح من بين الأحشاء والأمعاء خلصني من يد هارون ".
قال: فلما دعا موسى (عليه السلام) بهذه الدعوات أتى هارون رجل أسود في منامه وبيده