الفصل الخامس كيفية شهادته (عليه السلام) [333] - 1 - قال المفيد:
اتفق أنه أكل هو والمأمون يوما طعاما فاعتل منه الرضا (عليه السلام) واظهر المأمون تمارضا فذكر محمد بن علي بن حمزة، عن منصور بن بشير، عن أخيه عبد الله بن بشير قال: أمرني المأمون أن أطول أظفاري على العادة، فلا أظهر لأحد ذلك، ففعلت ثم استدعاني فأخرج إلى شيئا شبه التمر الهندي وقال لي: إعجن بيدك جميعا ففعلت، ثم قام وتركني.
فدخل على الرضا (عليه السلام)، فقال له: ما خبرك؟ قال: أرجو أن أكون صالحا، قال له المأمون: أنا اليوم بحمد الله أيضا صالح، فهل جاءك أحد من المترفقين في هذا اليوم؟ قال: لا.
فغضب المأمون وصاح على غلمانه ثم قال: خذ ماء الرمان الساعة فإنه مما لا يستغنى عنه، ثم دعاني، فقال: ائتنا برمان فأتيته به، فقال لي: اعصره بيديك، ففعلت وسقاه المأمون الرضا (عليه السلام) بيده، فكان ذلك سبب وفاته ولم يلبث إلا يومين حتى مات (عليه السلام).