قضى صلاته أقبل على وقال لي:
لما أحضرت أبا عبد الله الصادق، وهممت به ما هممت من السوء رأيت تنينا قد حوى بذنبه جميع داري وقصري، وقد وضع شفتيه العليا في أعلاها، والسفلى في أسفلها؛ وهو يكلمني بلسان طلق ذلق عربى مبين:
يا منصور إن الله تعالى جده قد بعثني إليك، وأمرني إن أنت أحدثت في أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) حدثا فأنا أبتلعك ومن في دارك جميعا فطاش عقلي وارتعدت فرائصي واصطكت أسناني.
قال محمد بن عبد الله الإسكندري قلت له: ليس هذا بعجيب يا أمير المؤمنين، وعنده من الأسماء وسائر الدعوات التي لو قرأها على الليل لأنار، ولو قرأها على النهار لأظلم، ولو قرأها على الأمواج في البحور لسكنت، قال محمد: فقلت له بعد أيام: أتأذن لي يا أمير المؤمنين أن أخرج إلى زيارة أبي عبد الله الصادق؟ فأجاب فلم يأب، فدخلت على أبي عبد الله وسلمت وقلت له: أسألك يا مولاي بحق جدك محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن تعلمني الدعاء الذي كنت تقرأه عند دخولك إلى أبي جعفر المنصور قال: لك ذلك ثم قال لي: يا محمد هذا الدعاء حرز جليل ودعاء عظيم حفظته على (1) آبائي الكرام (عليهم السلام). (2) [177] - 4 - قال الأربلي:
حدث عبد الله بن الفضل بن الربيع، عن أبيه قال: حج المنصور سنة سبع وأربعين ومأة فقدم المدينة وقال للربيع: ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتينا به متعبا قتلني الله إن لم أقتله، فتغافل الربيع عنه لينساه، ثم أعاد ذكره للربيع وقال: ابعث من يأتينا به متعبا فتغافل عنه، ثم أرسل إلى الربيع رسالة قبيحة أغلظ فيها وأمره أن يبعث من