ألا يهرق فى دما، لولا ذلك ما انتهى الحسين (عليه السلام) حتى يدفنه مع رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وقال أبو عبد الله (عليه السلام) أول امرأة ركبت البغل بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) عائشة جاءت إلى المسجد فمنعت أن يدفن الحسن بن علي (عليهما السلام) مع رسول الله (صلى الله عليه وآله). (1) [728] - 10 - قال المفيد:
فلما مضى لسبيله غسله الحسين (عليه السلام) وكفنه وحمله على سريره ولم يشك مروان ومن معه من بني أمية أنهم سيدفنونه عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتجمعوا له ولبسوا السلاح فلما توجه به الحسين (عليه السلام) إلى قبر جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليجدد به عهدا أقبلوا إليهم في جمعهم ولحقتهم عائشة على بغل وهي تقول: ما لي ولكم تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب. وجعل مروان يقول: (يا رب هيجا هي خير من دعة) أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبي (صلى الله عليه وآله) لا يكون ذلك أبدا وأنا أحمل السيف وكادت الفتنة تقع بين بنى هاشم وبين بنى أمية فبادر ابن عباس إلى مروان فقال له:
ارجع يا مروان من حيث جئت فإنا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) لكنا نريد أن نجدد به عهدا بزيارته ثم نرده إلى جدته فاطمة فندفنه عندها بوصيته بذلك ولو كان أوصى بدفنه مع النبي (صلى الله عليه وآله) لعلمت انك أقصر باعا من ردنا عن ذلك لكنه (عليه السلام) كان أعلم بالله وبرسوله وبحرمة قبره من أن يطرق عليه هدما كما طرق ذلك غيره ودخل بيته بغير إذنه ثم أقبل على عائشة وقال لها واسوءتاه يوما على بغل ويوما على جمل تريدين أن تطفئ نور الله وتقاتلي أولياء الله ارجعي فقد كفيت الذي تخافين وبلغت ما تحبين والله منتصر لأهل هذا البيت ولو بعد حين، وقال الحسين (عليه السلام): والله لولا عهد الحسن (عليه السلام) إلى بحقن الدماء وأن لا أهريق في أمره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا ومضوا بالحسن (عليه السلام) فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم عبد مناف رضى الله عنها. (2)