أثر الشهادة على الموجودات [155] - 8 - قال ابن شهر آشوب:
خطب النبي (صلى الله عليه وآله) يوم عرفة وحث على الصدقة، فقال رجل: يا رسول الله إن إبلي هذه للفقراء، فنظر النبي (صلى الله عليه وآله) إليها فقال: اشتروها لي فاشتريت، فاتت ليلة إلى حجرة النبي (صلى الله عليه وآله) وسلمت، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) بارك الله فيك، قالت: كنت حاميا فاستعرت من صاحبي، فشردت منهم وكنت ارعى فكان النبات يدعوني والسباع تصيح على أنه لمحمد (صلى الله عليه وآله)، فسئلها النبي (صلى الله عليه وآله) عن اسم مولاها؟ فقالت: عضبا فسماها عضباء، قال عمر بن الخطاب: فلما حضر النبي (صلى الله عليه وآله) الوفاة قالت: لمن توصي بي بعدك؟ قال:
يا عضباء بارك الله فيك أنت لابنتي فاطمة تركبك في الدنيا والآخرة، فلما قبض النبي (صلى الله عليه وآله) أتت إلى فاطمة ليلا، فقالت: السلام عليك يا بنت رسول الله قد حان فراقي الدنيا، والله ما تهنات بعلف ولا شراب بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وماتت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) بثلاثة أيام. (1) [156] - 9 - روى عن أبي محمد الحسن العسكري (عليهم السلام):
واما حنين العود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يخطب بالمدينة إلى جذع نخلة في صحن مسجدها، فقال له بعض أصحابه:
يا رسول الله إن الناس قد كثروا وإنهم يحبون النظر إليك إذا خطبت، فلو أذنت [في] أن نعمل لك منبرا له مراق ترقاها فيراك الناس إذا خطبت فأذن في ذلك.
فلما كان يوم الجمعة مر بالجذع، فتجاوزه إلى المنبر فصعده فلما استوى عليه حن إليه ذلك الجذع حنين الثكلى، وأن أنين الحبلى، فارتفع بكاء الناس وحنينهم وأنينهم، وأرتفع حنين الجذع وأنينه في حنين الناس وأنينهم ارتفاعا بينا.
فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك نزل عن المنبر، وأتى الجذع فاحتضنه ومسح عليه يده، وقال: اسكن فما تجاوزك رسول الله (صلى الله عليه وآله) تهاونا بك، ولا استخفافا بحرمتك ولكن ليتم لعباد الله مصلحتهم، ولك جلالك وفضلك إذ كنت مستند محمد رسول الله فهدأ