بديلة في التاريخ فكذلك مأسيه المؤلمة المفجعة جليلة لم ير لها نظير ولن يرى حتى يحشر الظالم والمظلوم ليروا أعمالهم ونحن التقطنا بعض الزوايا من هذا الخطب الجليل. وتركنا استقصاءه ليوم الفصل الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة. (1) ثم لما كان مأسيه (عليه السلام) مفصلا ضخما متناوبا على أزمان ومتواليا على مر الأيام والأحيان، رأينا نقله في فصول أربعة تشمل: أيام حضوره (عليه السلام) عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) و مأساة السقيفة، وباقي أيام الخلفاء قبله، وأيام خلافته وقتاله مع الناكثة والقاسطة والمارقة، وقدمنا على الفصول حديثا جامعا عنه (عليه السلام) يبث فيه الشكوى ويسرد بلسانه الشريف ما أهمه من البلوى، من أول يومه إلى أوان شهوده التجلي العليا صلوات الله عليه وعلى أخيه وزوجه وأبنائه المعصومين المصطفين النجباء.
ابتلاء الأوصياء [491] - 1 - قال الصدوق:
حدثنا أبي ومحمد بن الحسن قالا: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن الحسين ابن سعيد قال: حدثني جعفر بن محمد النوفلي، عن يعقوب بن يزيد قال:
قال أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: حدثنا يعقوب بن عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عبيد، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن محمد بن الحنفية رضى الله عنه، وعمرو بن أبي المقدام، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال أتى رأس اليهود علي بن أبي طالب (عليه السلام) عند منصرفه عن وقعة النهروان وهو جالس في مسجد الكوفة فقال: يا أمير المؤمنين إني أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصى نبي قال: سل عما بدا لك يا أخا اليهود؟ قال: إنا نجد في الكتاب أن الله عزوجل إذا بعث نبيا أوحى إليه أن يتخذ من أهل بيته من يقوم بأمر أمته من بعده وأن يعهد إليهم فيه عهدا يحتذى عليه ويعمل به في أمته من بعده وأن