الفصل الثالث:
في الإخبار بشهادته (صلى الله عليه وآله) عرض القرآن في سنة مرتان [38] - 1 - قال ابن شهر آشوب:
ولما مرض النبي (صلى الله عليه وآله) مرضه الذي توفي فيه وذلك يوم السبت أو يوم الأحد من صفر أخذ بيد علي (عليه السلام) وتبعه جماعة من أصحابه وتوجه إلى البقيع ثم قال: السلام عليكم أهل القبور وليهنئكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها، إن جبرئيل كان يعرض علي القرآن كل سنة مرة وقد عرضه علي العام مرتين ولا أراه إلا بحضور أجلي. (1) [39] - 2 - قال المفيد:
ثم إنه [(صلى الله عليه وآله)] عقد لأسامة بن زيد بن حارثة الإمرة وأمره وندبه أن يخرج بجمهور الأمة إلى حيث أصيب أبوه من بلاد الروم واجتمع رأيه (صلى الله عليه وآله) على إخراج جماعة من مقدمى المهاجرين والأنصار في معسكره حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الرياسة ويطمع في التقدم على الناس بالإمارة ويستتب الأمر لمن استخلفه من بعده ولا ينازعه في حقه منازع فعقد له الإمرة على ما ذكرناه وجد (صلى الله عليه وآله) في إخراجهم وأمر أسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره إلى الجرف وحث الناس على الخروج إليه والمسير معه وحذرهم من التلؤم والإبطاء عنه.
فبينما هو في ذلك إذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها، فلما أحس بالمرض