الفصل الثاني:
في مأساته (عليه السلام):
[682] - 1 - قال المفيد:
وسار معاوية نحو العراق ليغلب عليه [الحسن (عليه السلام)] فلما بلغ جسر منبج تحرك الحسن (عليه السلام) وبعث حجر بن عدي يأمر العمال بالمسير واستنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنه ثم خفوا ومعه أخلاط من الناس بعضهم شيعة له ولأبيه وبعضهم محكمة يؤثرون قتال معاوية بكل حيلة وبعضهم أصحاب فتن وطمع في الغنائم وبعضهم شكاك وبعضهم أصحاب عصبية اتبعوا رؤساء قبائلهم لا يرجعون إلى دين فسار حتى أتى حمام عمر ثم أخذ إلى دير كعب فنزل ساباط دون القنطرة وبات هناك فلما أصبح أراد (عليه السلام) أن يمتحن أصحابه ويستبرىء أحوالهم في الطاعة له ليتميز بذلك أوليائه من أعدائه ويكون على بصيرة من لقاء معاوية وأهل الشام فأمر بهم أن ينادي بالصلاة جامعة فاجتمعوا فصعد المنبر فخطبهم فقال:
الحمد لله كلما حمده حامد وأشهد أن لا إله إلا الله كلما شهد له شاهد وأشهد أن محمدا (صلى الله عليه وآله) عبده ورسوله أرسله بالحق وائتمنه على الوحي.
أما بعد، فوالله إني لأرجو أن أكون قد أصبحت بحمدالله ومنه وأنا أنصح خلق الله لخلقه وما أصبحت محتملا على مسلم ضغينة ولا مريدا له بسوء ولا غائلة ألا وإن ما تكرهون في الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة ألا وإني ناظر لكم خيرا من نظركم لأنفسكم فلا تخالفوا أمري ولا تردوا علي رأيي غفر الله لي ولكم وأرشدني