الفصل الثاني:
في مأساته (عليه السلام) مأسى العالم بأسرها جذوة لهب من مأساة أول المظلومين وأسوة المضطهدين المقهورين علي أمير المؤمنين (عليه السلام) فالمآسي الكبار حلقات متصلة من سلسلة واحدة صاغها كفر العتاة بحقه وجحود الطغاة لقيم الحياة التي تجسد في مثاله، قال المعري:
وعلى الدهر من دماء الشهيدين * على ونجله، شاهدان فهما في أواخر الليل فجران * وفي أولياته شفقان ثبتا في قميصه ليجىء الحشر * مستعديا إلى الرحمان فأية مأساة هي مأساة أبي الشهداء [وابنه] تلك التي وضعت فصولها في زمن قديم ثم راحت تعمق عمقا في قلوب الناس وتمتداء متدادا مدى العصور والأزمان ففي امتداد المأساة العلوية مأسى أنصار الحق الذين أوذوا وجلدوا واضطهدوا وشردوا في المفاوز والفلوات ليموتوا جوعا وبردا ودفنوا أحياء وصلبوا وأحرقوا مع أبنائهم وإخوانهم، انفة منهم لان يخونوا ضمائرهم فيتبرأوا من علي (عليه السلام) أسوة بالعبيد وينكروا شرف الخلق الانساني الالهي الذي استشهد امامهم في سبيله.
أجل لقد أصبح اسم علي (عليه السلام) في التاريخ مبعث أمل لكل مغضوب وصيحة تتردد على لسان كل مظلوم وحصنا يفزع إليه كل من ضيقت عليه الحياة وموئلا يلوذ به كل مضطهد ومحروم.
وآخر القول: كما إن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو العظيم الذي ليس له نسخة