فأكرم مورده وتوفي ببغداد آخر السنة ودفن عند جده موسى ومشهدهما ينتابه العامة بالزيارة (1).
20 - وأخيرا قال المحقق الشيخ عباس القمي بن محمد رضا المتوفى سنة (1359 ه / 1940 م):
قبض أبو جعفر الجواد (عليه السلام) مسموما ببغداد في آخر ذي القعدة سنة (220) عشرين ومئتين وهو ابن خمس وعشرين سنة ودفن بمقابر قريش في ظهر جده موسى بن جعفر (عليه السلام) (2).
من خلال ما تقدم يتبين لنا وجود أربع روايات مختلفة في كيفية وفاته (عليه السلام)، والخامسة هي تصريح الشيخ المفيد (رحمه الله) أنه لم يثبت عنده خبر بأنه (عليه السلام) مضى مسموما فيشهد به. وهذا الرأي عليه أكثر علماؤنا القدماء، وبعض المؤرخين الذين ضعفوا خبر وفاة الإمام الجواد (عليه السلام) مسموما ب (قيل)، أمثال الشيخ الكليني الذي لا تبعد وفاته عن وفاة الإمام بأكثر من (110) أعوام، وشيخ الطائفة الطوسي، والطبرسي، والشهيد الأول، وكل من أرخ له من العامة كما مر معك.
الرواية الأولى: منقولة في بحار الأنوار عن تفسير العياشي، وهي طويلة ذكرنا نصها في مكانة الإمام العلمية من الفصل الخامس، ومفادها: أن الإمام (عليه السلام) كان قد حضر مجلسا للمعتصم ضم فقهاء البلاد والبلاط، فطرحت مسألة إقامة الحد على سارق، أقر على نفسه بالسرقة. فشرق الفقهاء في الجواب وغربوا، ولما طلب إلى الإمام بيان رأيه في المسألة، أفتاهم بما يخالف أقوالهم، بدليل من الكتاب والسنة الشريفة، فأجري الحد على السارق استنادا إلى فتوى الإمام،