دؤاد (١) وصديقه بشدة، قال:
رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم، فقلت له في [م] ذلك؟
فقال: وددت اليوم أني قد مت منذ عشرين سنة.
قلت له: ولم ذاك؟ قال: لما كان من هذا الأسود أبي جعفر محمد بن علي بن موسى اليوم بين يدي أمير المؤمنين.
قلت له: وكيف كان ذلك؟
قال: إن سارقا أقر على نفسه بالسرقة، وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحد عليه، فجمع [المعتصم] لذلك الفقهاء في مجلسه، وقد أحضر محمد بن علي (عليه السلام)، فسألنا عن القطع، في أي موضع يجب أن يقطع؟
قال [ابن أبي دؤاد] فقلت: من الكرسوع.
قال [المعتصم]: وما الحجة في ذلك؟
قلت: لأن اليد هي الأصابع والكف إلى الكرسوع، لقول الله في التيمم ﴿فامسحوا بوجوهكم وأيديكم﴾ (2) واتفق معي في ذلك قوم.