عمن يخبره بذلك، فدل على (1) محمد الجواد، فأرسل إليه فجاء فأجلسه معه على سريره، وسأله، فقال: " إن الله حرم لحم أولاد الحسنين على السباع، فلتلق للسباع "، فعرض عليها ذلك، فاعترفت المرأة بكذبها. ثم قيل للمتوكل: ألا تجرب ذلك فيه؟ فأمر بثلاثة من السباع فجيء بها في صحن قصره، ثم دعا به، فلما دخل من الباب، أغلقه، والسباع قد أصمت الأسماع من زئيرها، فلما مشى في الصحن يريد الدرجة، مشت إليه، وقد سكنت فتمسحت به، ودارت حوله، وهو يمسحها بكمه، ثم ربضت.
فصعد للمتوكل، وتحدث معه ساعة، ثم نزل ففعلت معه كفعلها الأول حتى خرج، فأتبعه المتوكل بجائزة عظيمة، وقيل للمتوكل: إفعل كما فعل ابن عمك، فلم يجسر عليه، وقال: أتريدون قتلي، ثم أمرهم أن لا يفشوا ذلك (2).
وقد ذكرنا الخبر هنا لأجل الإشارة إلى تصحيحه.
وكما أن الله تعالى أكرمه بمثل هذه المعاجز، فقد أعطاه أيضا قدرات ذاتية،