كتاب الله، قلت لكم: إني أعلم بالقوم منكم، إنهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، إني صحبتهم وعرفتهم أطفالا ورجالا، فكانوا شر أطفال وشر رجال. امضوا على حقكم وصدقكم، فإنما رفع القوم هذه المصاحف خديعة ودهنا (1) ومكيدة، فرددتم علي رأيي، وقلتم: لا، بل نقبل منهم. فقلت لكم: اذكروا قولي لكم، ومعصيتكم إياي، فلما أبيتم إلا الكتاب اشترطت على الحكمين أن يحييا ما أحيا القرآن، وأن يميتا ما أمات القرآن، فإن حكما بحكم القرآن فليس لنا أن نخالف حكما يحكم بما في القرآن، وإن أبيا فنحن من حكمهما برآء.
قالوا له: فخبرنا أتراه عدلا تحكيم الرجال في الدماء؟
فقال: إنا لسنا حكمنا الرجال، إنما حكمنا القرآن، وهذا القرآن إنما هو خط مسطور بين دفتين لا ينطق، إنما يتكلم به الرجال.
قالوا: فخبرنا عن الأجل، لم جعلته فيما بينك وبينهم؟
قال: ليعلم الجاهل، ويتثبت العالم، ولعل الله عز وجل يصلح في هذه الهدنة هذه الأمة. ادخلوا مصركم رحمكم الله. فدخلوا من عند آخرهم (2).
2682 - العقد الفريد - في ذكر كلام الإمام مع ابن الكواء -: فقال له علي: يا بن الكواء، إنه من أذنب في هذا الدين ذنبا يكون في الإسلام حدثا استتبناه من ذلك الذنب بعينه، وإن توبتك أن تعرف هدى ما خرجت منه، وضلال ما دخلت فيه.
قال ابن الكواء: إننا لا ننكر أنا قد فتنا. فقال له عبد الله بن عمرو بن جرموز: