رسول الله (صلى الله عليه وآله) وموضعك من قريش فلست أدفعه (1).
2391 - وقعة صفين عن أبي ورق: إن أبا مسلم الخولاني قدم إلى معاوية في أناس من قراء أهل الشام، قبل مسير أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى صفين، فقالوا له: يا معاوية علام تقاتل عليا، وليس لك مثل صحبته ولا هجرته ولا قرابته ولا سابقته؟ قال لهم: ما أقاتل عليا وأنا أدعي أن لي في الإسلام مثل صحبته ولا هجرته ولا قرابته ولا سابقته، ولكن خبروني عنكم؛ ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما؟ قالوا: بلى. قال: فليدع إلينا قتلته فنقتلهم به، ولا قتال بيننا وبينه.
قالوا: فاكتب إليه كتابا يأتيه به بعضنا. فكتب إلى علي هذا الكتاب مع أبي مسلم الخولاني....
من معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب: سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو.
أما بعد؛ فإن الله اصطفى محمدا بعلمه، وجعله الأمين على وحيه، والرسول إلى خلقه، واجتبى له من المسلمين أعوانا أيده الله بهم، فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام؛ فكان أفضلهم في إسلامه، وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة من بعده، وخليفة خليفته، والثالث الخليفة المظلوم عثمان، فكلهم حسدت، وعلى كلهم بغيت. عرفنا ذلك في نظرك الشزر، وفى قولك الهجر، وفي تنفسك الصعداء، وفي إبطائك عن الخلفاء، تقاد إلى كل منهم كما يقاد الفحل