وكان أسود القلب، أعماه حب الدنيا عن رؤية الحق، وكان يعرف فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، وطالما صرح بها (1). وكذلك كان يعرف عمار بن ياسر وشخصيته، ويعتقد بكلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيه إذ قال له: " تقتلك الفئة الباغية " (2).
ومن جهة أخرى كان يدرك ضعة معاوية ورذالته وتعسفه.
كما كان هو نفسه لا نظير في ضعته وحقارته؛ إذ كشف عورته للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لما رأى الموت قد أمسك بخناقه!! فنجا من الموت بهذه المكيدة التي تمثل وصمة عار عليه (3).
وهو صاحب خطة رفع المصاحف على الرماح عند اشتداد الحرب، وتواتر الهزائم، فأنقذ جيش الشام من اندحار حتمي (4).
ومثل معاوية في التحكيم، فخدع أبا موسى الأشعري؛ إذ جعل نتيجة التحكيم لمصلحة معاوية (5)، فمهد الأرضية لفتن أخرى.
وكان أحد المخططين البارعين للسياسة الدعائية المناهضة