القوت، ومنشر العظام بعد الموت، ومنزل الغيث، يا سامع الصوت، وسابق الفوت، يا رب الآيات، والمعجزات، من مطر ونبات، وآباء وأمهات، وبنين وبنات، وذاهب وآت، وليل داج، وسماء ذات أبراج، وسراج وهاج، وبحر عجاج، ونجوم تمور، ومياه تغور، ومهاد موضوع، وستر مرفوع، ورياح تهب، وبلاء مدفوع، وكلام مسموع، ويقظة ومنام، وسباع وأنعام، ودواب وهوام، وغمام وأكمام، وأمور ذات نظام، من شتاء وصيف، وربيع وخريف، أنت يا رب خلقت هذا، فأحسنت، وقدرت فأتقنت، وسويت فأحكمت، ونبهت على الفكرة، فأنعمت، وناديت الاحياء فأفهمت، فلم يبق علي إلا الشكر لك، والذكر لمحامدك، والانقياد لطاعتك، والاستماع للداعي إليك، فإن عصيتك فلك الحجة، وإن أطعتك فلك المنة، يا من يمهل فلا يعجل ويعلم فلا يجهل، ويعطي فلا يبخل، يا أحق من عبد، وحمد وسئل، ورجي واعتمد، أسألك بكل اسم مقدس، مطهر، مكنون اخترته لنفسك، وكل ثناء عال رفيع، كريم رضيت به مدحة لك، وبحق كل ملك قربت منزلته عندك، وبحق كل نبي أرسلته إلى عبادك، وبكل شئ جعلته مصدقا لرسلك، وبكل كتاب فضلته وفصلته، وبينته وأحكمته، وشرعته، ونسخته، وبكل دعاء سمعته فأحببته، وعمل رفعته، وأسألك بكل من عظمت حقه، وأعليت قدره، وشرفت بنيانه، ممن أسمعتنا ذكره، وعرفتنا أمره، وممن لم تعرفنا مقامه، ولم تظهر لنا شأنه ممن خلقته، من أول ما ابتدأت به خلقك، وممن تخلقه إلى انقضاء الدهر، وأسألك بتوحيدك الذي فطرت عليه العقول، وأخذت به المواثيق، وأرسلت به الرسل وأنزلت عليه الكتب، وجعلته أول
(٦٧)