قصة أخرى.
روى أبو نعيم عن محمد بن عمر الأسلمي عن أشياخه: أن وفد سلامان قدموا في شوال سنة عشر فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف البلاد عندكم؟ قالوا: مجدبة فادع الله أن يسقينا في أوطاننا فقال: " اللهم أسقهم الغيث في بلادهم " فقالوا: يا رسول الله ارفع يديك فإنه أكثر وأطيب فتبسم ورفع يديه حتى بدا بياض إبطيه ثم رجعوا إلى بلادهم فوجدوها قد مطرت في اليوم الذي دعا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الساعة وفي هذا الباب أحاديث كثيرة، وفيما ذكر كفاية ويرحم الله - عز وجل - السرقسطي فلقد أحسن حيث قال:
دعوت للخلق عام الحل مبتهلا أفديك بالخلق من داع ومبتهل صعدت كفيك إذ كف الغمام فما صوبت إلا بصوب الواكف الهطل أراق بالأرض شجا صوب ريقته فحل بالأرض شجا رائق الحلل زهو من النور حلت روض أرضهم زهرا من النور صافي النبت مكتمل من كل عصر نضير مورق خضر وكل نور نضيد موثق خضل تحية أحيت الاحياء من مضر بعد المضرة تروي السبل بالسيل دامت على الأرض سبعا غير مقلعة لولا دعاؤك بالاقبال لم تزل تنبيه في غريب ما سبق.
السبل: بسين مهملة فموحدة فلام مضمومات جمع سبيل، وهو في الأصل الطريق الموصل إلى المراد من كل شئ، والمراد به هنا طريق التقرب إلى الله تعالى.
وأيم الله:...
القزعة: بقاف فزاي فعين مهملة مفتوحات واحده القزع، وهي قطع من السحاب دقيقة، وقيل: هي السحاب المتفرق.
سلع الآكام: بهمزة مكسورة فكاف فألف فميم جمع أكمه وهي الرابية.
الظراب: جمع ظرب ككتف ما اقنا من الحجارة، وحد طرفه، أو الجبل المنبسط أو الصغير.
الجوبة: بجيم مفتوحة بواو ساكنة فموحدة فتاء تأنيث: الحفرة المستديرة الواسعة، وكل منفتح بلا بناء أي حتى صار الغيم والسحاب محيطا بآفاق المدينة.
الجود: بجيم مفتوحة فواو ساكنة فدال مهملة المطر الغزير.