البلاء فيحمد الله، فيرجعون فيقولون يا ربنا صببنا عليه البلاء صبا كما أمرتنا، فيقول: ارجعوا، فإني أحب أن أسمع صوته " (1).
السادس والعشرون: روى الطبراني وأبو نعيم في الطلب عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى يقول: من أهان لي وليا فقد بارزني بالعداوة، ابن آدم، لن تدرك ما عندي إلا بأداء ما افترضت عليك، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فأكون أنا سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، وقلبه الذي يعقل به، فإذا دعاني أجبته وإذا سألني أعطيته، وإذا نصرني نصرته، وأحب ما تعبد لي به عبدي النصح لي (2).
السابع والعشرون: روى الطبراني عن علي - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى يقول: أن العزة إزاري والكبرياء ردائي، فمن نازعني فيها عذبته " (3).
الثامن والعشرون: روى الإمام أحمد والبيهقي في " الشعب " عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يقول: إن عبدي المؤمن عندي بمنزلة كل خير بحمدي، وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه " (4).
تنبيهات الأول: قوله " أتاني ربي " وقوله " فوضع يده "، وأمثال ذلك فيه مذهبان، فمذهب السلف: الايمان به كما ورد وتفويض أمره إلى الله تعالى، ومذهب الخلف: التأويل بما يليق به تعالى مع اتفاقهم على استحالة ظاهرها عليه تعالى عن ذلك علوا كبيرا، فيتأولون الاتيان بمجئ أمره ونهيه، واليد بالنعمة، وما أشبه ذلك من التأويلات اللائقة به تعالى.
الثاني: قوله تعالى " إلى ستمائة " وفي لفظ " إلى سبعمائة ضعف " المضاعفة التكثير، قال الجوهري وذكر الخليل أن التضعيف أن يزاد على أصل الشئ فيجعل مثلين، والحسنة ما يحمد بها الانسان شرعا، والمراد بمضاعفتها مضاعفة جزائها في الآخرة لمن جاء بها خالصة مقبولة، لان الله تعالى قال: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " ولم يقل: " من عمل حسنة " وقد تكون الحسنة لا مضاعفة فيها، كمن نوى حسنة ولم يفعلها وكان رجوعه عنها العذر، لا لرغبة عنها.