فقال بكر بن وائل وعبد القيس: نعم الرأي (رأي صبرة) فاعتزلوهم.
فقالت بنو تميم: والله لا نفارقهم حتى نقاتلهم عليه، فقال الأحنف بن قيس:
أنتم والله أحق أن لا تقاتلوهم (عليه) وقد ترك قتالهم من هو أبعد رحما منكم. قالوا:
والله لنقاتلنهم. فقال: والله لا نشايعكم على قتالهم. فانصرف عنهم (الأحنف ) فقدموا عليهم (1) ابن المجدعة فقاتلهم فحمل عليه الضحاك بن عبد الله / 90 / أ / وطعنه في كتفه فصرعه وسقط إلى الأرض بغير قتل، وحمل سالم بن ذويب السعدي على الضحاك فصرعه أيضا، وكثرت بينهم الجراح من غير قتل.
فقال الأخماس الذين اعتزلوا: والله ما صنعتم شيئا اعتزلتم عن قتالهم وتركتموهم يتشاجرون؟!! فجاؤوا حتى صرفوا وجوه بعضهم عن بعض وقالوا لبني تميم إن هذا للؤم قبيح لنحن أسخى أنفسا منكم حين تركنا أموالنا لبني عمكم وأنتم تقاتلونهم عليها، خلوا عنهم وعن ابن أختكم فإن القوم قد جمعوا فانصرفوا عنهم (2).
(فمضى ابن عباس ومن معه) ومضى معهم ناس من قيس فيهم الضحاك بن عبد الرحمان بن رزين حتى قدموا الحجاز، فنزل مكة، فجعل زاجر لعبد الله بن عباس يسوق به ويقول:
صبحت من كاظمة القصر الخرب مع ابن عباس بن عبد المطلب وجعل ابن عباس يرتجز ويقول:
آوي إلى أهلك يا رباب آوي فقد آن لك الإياب وجعل يرتجز أيضا:
وهن يمشين بنا هميسا إن يصدق الطير ننك لميسا فقيل: يا أبا العباس أمثلك يرفث في مثل هذا الموضع؟ إنما الرفث ما يقال في النساء (3).
قال أبو مخنف: فلما نزل (ابن عباس) مكة اشترى من عطاء بن جبير مولى بني