جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٩٣
أنتم أبصر. (فعلت فقلت مثلها) فرد علي مثلها (1).
فدعا حسنا وحسينا وقال:
أوصيكما بتقوى الله و (أن) لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تبكيا على شئ منها زوي عنكما وقولا الحق وارحما اليتيم وأعينا الضائع وأغيثا الملهوف واعملا للآخرة (2) وكونا للظالم خصما وللمظلوم ناصرا واعملا بما في كتاب الله ولا تأخذكما في الله لومة لائم.
ثم نظر إلى محمد ابن الحنفية فقال: هل حفظت ما أوصيت به أخويك؟ قال:
نعم. (قال:) فإني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك لعظيم حقهما عليك.
(ثم قال للحسن والحسين:) وأوصيكما به فإنه شقيقكما وابن أبيكما وقد علمتما أن أباكما كان يحبه.
ثم قال للحسن (عليه السلام):
إني أوصيك يا بني بتقوى الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحسن الوضوء فإنه لا صلاة إلا بطهور و (إنه) لا تقبل الصلاة ممن منع الزكاة وأوصيك بغفر الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم على الجاهل والثبات في (الامر والتعاهد للقرآن وحسن الجوار و) الامر (بالمعروف) والنهي عن المنكر واجتناب الفواحش (3).
فلما حضرته الوفاة أوصاه وصيته الجامعة (4) رحمه الله ورضي عنه وجمعنا به في دار الآخرة.

(١) ما بين المعقوفين قد سقط من أصلي وأخذناه من الحديث: " ٣٣ " من كتاب مقتل أمير المؤمنين عليه السلام لعبد الله بن أبي الدنيا.
(٢) كذا في المختار: " ٤٧ " من الباب الثاني من نهج البلاغة، ولفظ أصلي ها هنا غير جلي.
وفي تاريخ الطبري والمختار: " ٣٨٤ " من نهج السعادة: ج ٢ ص ٧٣٤، ط ١: " واصنعا للآخرة " وهو أظهر معنى.
وللكلام مصادر كثيرة يجد الطالب ذكر كثير منها فيما أوردناه في مصادر المختار: " ٤٧ " من باب الكتب من نهج البلاغة.
(٣) كذا في تاريخ الطبري، والمختار: " ٣٨٥ " من كتاب نهج السعادة: ج ٢ ص ٧٣٦، ولكن فيهما:
" والتثبت في الامر " وما بين المعقوفات أيضا مأخوذ منهما، وفي نهج السعادة: " واجتناب الفواحش كلها في كل ما عصي الله فيه ".
(4) والوصية تأتي حرفية في الباب التالي.
ومما يناسب المقام جدا ما رواه الطبري في كتاب الولاية، قال:
(و) عن أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عطية الدغشي المحاربي؟ بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال:
لما أصيب علي عليه السلام وضربه ابن ملجم لعنه الله الضربة التي مات منها، لزمناه يومه ذلك وبتنا عنده، فأغمي عليه في الليل ثم أفاق فنظر إلينا فقال: وإنكم لها هنا؟ قلنا: نعم يا أمير المؤمنين قال: وما الذي أجلسكم؟ قلنا: حبك. (قال: الله؟ قلنا: الله) قال: والله الذي أنزل التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود والفرقان على محمد صلى الله عليه وآله لا يحبني عبد إلا ورآني حيث يسره، ولا يبغضني عبد إلا رآني حيث يسوؤه.
(ثم قال عليه السلام) ارتفعوا فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني أني أضرب ليلة تسعة عشر من شهر رمضان في الليلة التي مات فيها وصي موسى، وأموت في ليلة إحد (ى) وعشرين منه، في الليلة التي رفع فيها عيسى عليه السلام.
هكذا رواه عن الطبري القاضي نعمان المصري في الحديث: " 61 " من فضائل علي عليه السلام من كتاب شرح الاخبار.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319