عن دنياهم (1) ولا تأكل أموالهم ولا ترتشي في أحكامهم وإن ابن عمك قد أكل ما تحت يده بغير علمك فلم يسعني كتمانك ذلك فانظر رحمك الله فيما هنالك واكتب إلي برأيك فيما أحببت أتبعه إن شاء الله والسلام.
فكتب إليه علي عليه السلام:
أما بعد فمثلك من نصح الامام والأمة ووالى على الحق وفارق الجور (2) وقد كتبت إلى صاحبك فيما كتبت إلي فيه ولم أعلمه بكتابك إلي فلا تدع إعلامي (ع) ما يكون بحضرتك مما يكون النظر فيه للأمة صلاحا فإنك بذلك جدير وهو حق واجب لله عليك والسلام (3).
و (أيضا) كتب علي (عليه السلام) إلى ابن عباس:
أما بعد فقد بلغني عنك أمر إن كنت فعلته فقد أسخطت الله وأخزيت أمانتك وعصيت إمامك وخنت المسلمين بلغني أنك جردت الأرض وأكلت ما تحت يديك فارفع إلي حسابك واعلم أن حساب الله أعظم من حساب الناس والسلام (4).
فكتب إليه ابن عباس: أما بعد فإن الذي بلغك (عني) باطل، وأنا لما تحت يدي ضابط فلا تصدق علي الظنين والسلام.
فكتب (عليه السلام) إليه: أما بعد فإنه لا يسعني تركك حتى تعلمني ما أخذت من الجزية من أين أخذته؟ وما وضعت منها أين وضعته؟ فاتق الله فيما ائتمنتك عليه واسترعيتك إياه، فإن المتاع بما أنت رازمه قليل، وتباعته وبيلة لا تبيد (5) والسلام.