ولكن الشيطان قد استهواكم (1).
فخرجا من عنده وبالغا (في إشعال) الشر عليه والتكفير له وصرحا بكفره (2)!!
وتعرضوا لعلي في خطبه وأسمعوه السب والشتم والتعريض بآيات من القرآن (3) وذلك إن عليا قام خطيبا في بعض الجمع وذكر من أمر الخوارج وذمه وعابه فقام جماعة منهم وهم يقولون (ظ): لا حكم إلا الله.
وقام رجل منهم وهو واضع إصبعه في أذنيه وهو يقول: * (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) * (65 / الزمر. 3؟)!!! فجعل علي يقلب (كفيه) هكذا وهكذا وهو على المنبر وهو يقول:
حكم الله ينتظر فيكم؟.
واجتمع الخوارج في منزل عبد الله بن وهب (4 فقال: لهم: إن الله أخذ (علينا ) عهودا ومواثيق على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال: * (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك / 87 / ب / هم الفاسقون) * (47 / المائدة: 5) وأشهد على أهل قبلتنا من أهل دعوتنا أنهم قد اتبعوا الهوى ونبذوا حكم الله وجاروا في القول والعمل وأن جهادهم حق على المؤمنين وأقسم من يعنوا له الوجوه وتخشع له الابصار أني لو لم أجد على تغيير الجور وقتال القاسطين أحد (ا) مساعد (ا) لأقمت على ذلك حتى ألقى ربي.
فقال عبد الله بن وهب؟: اشخصوا بنا إلى بلدة نستعد فيها (5).
فقال له شريح بن (أبي) أوفى العبسي: اخرجوا بنا إلى المدائن ننزلها ونأخذها ونجلي منها سكانها، ونبعث إلى إخواننا من أهل البصرة فيقدمون علينا.
فقال زيد بن حصين: (لكم) إن خرجتم (مجتمعين) تبعتم ولكن اخرجوا وحدانا مستخفين، فأما المدائن فإن بها قوما يمنعونها منكم، ولكن اكتبوا إلى إخوانكم من أهل البصرة وأعلموهم بأمركم، وسيروا حتى تنزلوا جسر النهروان.