بحروبه ووقايعه وما اتفق بالجمل وصفين وغيرهما.
(ثم) عن لي أن أذكر غيره من المؤرخين في معنى ذلك من حين بويع إلى انقضاء (حرب) صفين، ثم أذكر بعد ذلك قضايا الخارجين (عليه) من الخوارج وكل ذلك أذكره في غاية الاختصار فلو ذكرت ما ذكره أصحاب التواريخ المطولة كابن جرير الطبري وصاحب مرآة الزمان وابن الأثير وغيرهم لطال الكلام والشرح وهذه النبذة منه إن شاء الله كافية ونسأل الله السلامة والعافية (فنقول:) قال أبو محمد بن جرير (1): لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المغيرة بن شعبة لعلي بن أبي طالب: قم فاصعد المنبر قبل أن يصعده غيرك. فقال علي: إني استحي من الله أن أصعد منبرا ورسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (لم) يدفن؟!!
ولما كانت (أيام) الشورى قال المغيرة: انزع نفسك منها فإنهم لا يبايعون غيرك.
وقال له حين قتل عثمان: اقعد في بيتك ولا تدع الناس إلى بيعتك فإن الناس لا يبايعون سواك.
وقال له حين بويع: ابعث إلى معاوية بعهده ثم اعزله بعد ذلك فلم يفعل ليقضي الله أمرا كان مفعولا.
(و) قال الامام الحافظ البيهقي (ره) (2): أما من خرج من أهل الشام على علي رضي الله عنه فإنهم غير مصيبين بالاجماع فإن عليا له السابقة من الاسلام والقرابة والهجرة والمصاهرة والجهاد والفضائل الكثيرة الجمة والمواقف المشهورة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لا تحصى ولا تخفى (هذه الفضائل) إلا على جاهل بحقه ولا خفاء عند كل ذي فتنة وبصيرة أن الذي خرج عليه كان باغيا متعديا جاحدا بحقه فإنه لم يكن يومئذ على الأرض أفضل منه ولا أحق بالخلافة ولا أجمع لشروطها منه.