جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٦٨
وأما إرسالي المنافق وتحكيمي الكافر (فأنت) أرسلت أبا موسى وأرسل معاوية عمرو بن العاصي وأنتم أتيتم بأبي موسى مبرنسا (1) وقلتم: لا نرضى إلا به فهلا قام إلي رجل منكم فقال: يا علي لا نعط هذه الدنية فإنها ضلالة (2).
وأما قولي لمعاوية: (إن جرني إليك كتاب الله اتبعتك وإن جرك إلي فاتبعني) وزعمت أني لم أعط ذلك إلا من شك فقد علمت أن أوثق ما في يديك هذا ألا تحدثني ويحك (3) عن اليهود والنصارى أو مشركي العرب أهم أقرب إلى كتاب الله أم معاوية وأهل الشام؟ قال: بل معاوية وأهل الشام أقرب؟ قال علي: أفرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوثق بما في يديه من كتاب الله أم أنا؟ قال: بل رسول الله (ص) قال:
أفرأيت الله تبارك وتعالى حين يقول: * (قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما اتبعه إن كنتم صادقين) * (49 / القصص: 28) أما كان رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يعلم أنه لا يؤتى بكتاب (هو أهدى) منهما؟ (4) (قال ابن الكواء: بلى. قال: فلم أعطى رسول الله القوم ما أعطاهم؟ قال: إنصافا وحجة. قال: فإني أعطيت القوم ما أعطاهم رسول الله) (5).
قال ابن الكواء: فإني أخطأت، (هذه) واحدة فزدني. (ف‍) قال علي عليه السلام: فما أعظم ما نقمتم علينا؟ قال: تحكيم الحكمين نظرنا في أمرنا فوجدنا تحكيمهم شكا وتبديلا (6)!!!
قال علي (عليه السلام): فمتى سمي أبو موسى حكما؟ (أ) حين أرسل أم حين حكم؟ قال: حين أرسل. قال: أليس أرسل وهو مسلم؟ وأنت ترجو أن يحكم بما أنزل الله؟ قال: بلى. قال علي: فلا أرى الضلال في إرساله. قال ابن الكواء:

(1) ما بين المعقوفين هنا - وأكثر ما يأتي بعد ذلك - مأخوذ من العقد الفريد، وفيه: " وأما إرسالي المنافق وتحكيمي الكافر فأنت أرسلت أبا موسى مبرنسا، ومعاوية حكم عمرا، أتيت بأبي موسى مبرنسا... ".
(2) هذا هو الظاهر المذكور في العقد الفريد، وفي أصلي: " إنها ضلال ".
(3) كذا في أصلي، وفي العقد الفريد: " وإن جرك إلي تبعتني.. فحدثني ويحك عن اليهودي... ".
(4) وفي العقد الفريد: " أما كان رسول الله يعلم أنه لا يؤتى بكتاب هو أهدى مما في يديه؟ قال:
بلى... ".
(5) ما بين المعقوفين كان ساقطا من أصلي، وأخذناه من العقد الفريد.
(6) كذا في أصلي، وفي العقد الفريد: " شكا وتبذيرا... ".
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319