وقد سمع صوته تحت العجاج وهو يقرأ: * (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) * (115 / المؤمنون: 23 /).
وقيل: إنه جرح خمس جراحات ثلاث في رأسه وثنتين في وجهه.
وقتل تلك الليلة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص.
ولم يزل الفريقان على ذلك من التضارب والتراضخ والتكادم، يحصد بعضهم بعضا كحصاد الزرع حتى برق الفجر على ذلك (ولم يصلوا حتى قرب) طلوع الشمس!!!
ثم صاح صائح بين الفريقين: يا معشر المسلمين من أمة محمد (أرفضتم الاسلام) بعد الدخول (فيه) وأضعتم الصلاة بعد وجوبها الصلاة الصلاة الله الله في (أمة محمد) حتى صار عالما من الناس ينادون ويقولون: من للروم إذا قتل المسلمون (من أهل الشام)؟ من للفرس والترك إذا قتل أهل العراق؟. والناس يتكالبون ويتضاربون بالسيوف!!!
فأشار عمرو (بن العاص) على معاوية برفع المصاحف والدعاء إلى حكم الله ففعل (معاوية) فأمسك الفريقان وصلوا الغداة وأذن معاوية لهؤلاء بأن يدخلوا على هؤلاء.
ووقعة صفين عظيمة والاخبار عنها كثيرة مختلفة الروايات.
وقال أبو محمد عبد الله بن مسلم (1): في حديث ابن عباس / 86 / أ قال: ما رأيت والله رجلا من الناس يزن علي بن أبي طالب (2) وعقم النساء أن يأتين بمثله، والله ما رأيت ولا سمعت بمن يوازنه لقد رأيته يوم صفين وعلى رأسه عمامة بيضاء وكأن عيناه سراجا سليط وهو بين أصحابه يقف على شرذمة (شرذمة) يحرضهم حتى انتهى إلي وأنا في كثف