ولا موثقا ولا يمينا مؤكدة يحلف بها مؤمن إلا حلف بها حتى بقي الشيخ (أبو موسى) مبهوتا فقال له: قد أجبتك.
فنودي في الناس بالاجتماع إليهما فاجتمعوا، فقال له عمرو: قم فاخطب (الناس) يا أبا موسى. قال: بل أنت قم. قال: سبحان الله أنا أتقدم (عليك) وأنت شيخ من أصحاب محمد والله لا أفعل وعسى في نفسك أمر أو شئ؟ فزاده إيمانا وموثقا وعهودا (1) حتى قام الشيخ فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس إنه (قد) أجمعت أنا وصاحبي على أن أعزل أنا علي بن أبي طالب ويعزل هو / 82 / أ / معاوية بن أبي سفيان ونجعل هذا الامر لعبد الله بن عمر فإنه لم يحضر في فتنة ولم يغمس يده في دم مسلم ألا وإني قد خلعت علي بن أبي طالب كما أخلع سيفي هذا. ثم خلع سيفه من عاتقه (2).
ثم جلس وقال لعمرو: قم. فقام عمرو ثم قال:
أيها الناس إنه قد كان من رأي صاحبي ما سمعتم وإنه قد أشهدكم أنه قد خلع علي بن أبي طالب كما خلع سيفه، وأنا أشهدكم أني أثبت معاوية بن أبي سفيان كما أثبت سيفي هذا. وكان قد خلع (سيفه) قبل أن يقوم للخطبة فأعاده إلى نفسه!!!
فاضطرب الناس وخرجت الخوارج (3) فقال أبو موسى لعمرو: لعنك الله إنما مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث!!!
فقال له عمرو: وأنت فلعنك الله إنما مثلك مثل الحمار يحمل أسفارا!!! (4).