جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٥٨
شربة من سويق؟ قال: نعم. فجعل له فيها سما وسقاه فلما شربها يبس فبلغ (خبره) معاوية فقال: يا بردها على كبدي ثم قال: إن لله جندا من عسل!
وبلغ عليا عليه السلام فاسترجع وقال: لليدين والفم (1).
وقال عمرو بن العلاء: بلغني أن عتبة بن أبي سفيان قال لابن عباس: ما منع عليا أن يبعثك مكان أبي موسى؟ فقال (ابن عباس): منعه والله من ذلك حاجز القدر وقصر المدة ومحنة الاسلام أما والله لو بعثني لاعترضت في مدارج نفس عمرو ناقضا لما أبرم ومبرما لما نقض أسف إذا طا ير إذا أسف ولكن مضى قدر وبقي أسف وللآخرة خير لأمير المؤمنين.
وقال خريم بن فاتك الأسدي لو كان للقوم رأي يرشدون به أهل العراق رموكم بابن عباس لله در أبيه أيما رجل ما مثله لقضاء الامر في الناس (2) لكن رموكم بشيخ من ذوي يمن لم يدر ما ضرب أخماس بأسداس وقال الأحنف بن قيس لعلي رضي الله عنه: إنك رميت بحجر الأرض (3) وإنه

(١) وبما أن راوي الحديث عوانة بن الحكم كان عثمانيا لبني أمية فلا يمكن تصديقه في هذه الفقرة وأمثالها.
قال ابن الأثير في مادة: " سفف " من النهاية: " وفي حديث علي (في الخطبة الشقشقية): " لكني أسففت إذ أسفوا (وطرت إذ طاروا) " أسف الطائر: دنا من الأرض. وأسف الرجل للامر: قاربه.
(٢) كذا في أصلي: والابيات رواها نصر بن مزاحم في الجزء السادس من كتاب صفين ص ٥٠٢ طبعة مصر، وفيه:
لو كان للقوم رأي يعصمون به * من الضلال رموكم بابن عباس لله در أبيه أيما رجل * ما مثله لفصال الخطب في الناس (٣) قال الأزهري: وفي حديث الأحنف: قال لعلي - حين ندب معاوية عمرا للحكومة -: " لقد رميت بحجر الأرض " أي بداهية عظيمة تثبت ثبوت الحجر في الأرض.
هكذا رواه عنه ابن الأثير في مادة: " حجر " من النهاية، كما ذكره أيضا ابن منظور في لسان العرب.
وروى الطبري في حوادث سنة: " ٣٧ " من تاريخه: ج ٥ ص ٥٢ قال:
وجاء الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين إنك قد رميت بحجر الأرض وبمن حارب الله ورسوله أنف الاسلام، وإني قد عجمت هذا الرجل وحلبت أشطره فوجدته كليل الشفرة قريب القعر، وإنه لا يصلح لهؤلاء القوم إلا رجل يدنو منهم حتى يصير في أكفهم، ويبعد (منهم) حتى يصير بمنزلة النجم منهم (فإن تجعلني حكما فاجعلني) فإن أبيت أن تجعلني حكما فاجعلني ثانيا أو ثالثا فإنه لن يعقد عقدة إلا حللتها، ولن يحل عقدة أعقدها إلا عقدت لك أخرى أحكم منها.
فأبا الناس إلا أبا موسى!!!
أقول: ومثله في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 501 ط مصر، وما وضعناه في المتن بين المعقوفين مأخوذ منه.
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست