جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٥٠
ثم اجتمع أصحاب البرانس وهم وجوه أصحاب علي عليه السلام على أن يقدموا أبا موسى الأشعري وكان مبرنسا وقالوا: لا نرضى بغيره!!! فقدمه علي (1) وقدم معاوية عمرو بن العاصي فقال له (معاوية): إنك رميت برجل طويل اللسان قصير الرأي فلا ترمه بعقلك كله.
وأجلي لهما مكان يجتمعان فيه (فلما أتياه) فأمهله عمرو بن العاصي ثلاثة أيام ثم أقبل إليه بأنواع الطعام يشهيه بها حتى استبطن أبو موسى وكان معاوية أمره بذلك وقال له:
إن البطنة تذهب الفطنة (2).
ثم ناجاه عمرو فقال له: يا أبا موسى إنك شيخ من أصحاب محمد وذو فضلها وسابقتها وقد ترى ما وقعت فيه الأمة من الفتنة العمياء التي لابقاء معها فهل لك أن تكون ميمون هذه الأمة فيحقن الله بك دماءها فإن الله يقول: * (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) * (32 / المائدة: 5) في نفس واحدة فكيف بمن أحيا هؤلاء الخلق؟ (3) فقال له ( أبو موسى): فكيف ذلك؟ قال: تخلع أنت علي بن أبي طالب وأخلع أنا معاوية بن أبي سفيان ونختار لهذه الأمة رجلا لم يحضر في شئ من هذه الفتنة ولم يغمس يده فيها!!!
قال (أبو موسى): ومن يكون ذلك؟ قال عمرو بن العاصي - وقد فهم رأي أبي موسى في عبد الله بن عمر -: فقال: (هو) عبد الله بن عمر. قال (أبو موسى): أما إنه كما ذكرت ولكن كيف لي بالوثيقة منك؟ قال له عمرو: * (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) * (4) خذ (عني) من العهود والمواثيق واليمين ما يرضيك مني. ثم لم يبق عمرو بن العاصي عهدا

(1) كذا قال، وكان الصواب أن يقول: فقبله بعدما أباه ورده مرارا. وذلك لان نوكى القراء والأشعث المنافق أصروا على عدم قبول غير الأشعري.
(2) من قوله: " وكان معاوية أمره بها " إلى قوله: " تذهب الفطنة " غير موجود في طبعة بيروت من العقد الفريد: ج 5 ص 89.
(3) كذا في أصلي، وفي العقد الفريد: " فيحقن الله بك دماءها، فإنه يقول في نفس واحدة: * (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) * فكيف بمن أحيا أنفس هذا الخلق كله؟!.
(4) ما بين النجمتين هي الآية: (28) من سورة آل عمران: 3، اقتبسها كلب الحكمين لاغفال حمار الصحابة والحكمين!!!.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319