ابن عبادة في ثلاثمائة من قومه يحرسون المدينة قال وذهب الصريخ إلى بنى عمرو ابن عوف فجاءت الامداد فلم تزل الخيل تأتى والرجال على أقدامهم وعلى الإبل حتى انتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذى قرد فاستنقذوا عشر لقاح وأفلت القوم بما بقى وهى عشرة وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذى قرد صلاة الخوف وأقام به يوما وليلة يتحسب الخبر وقسم في كل مائة من أصحابه جزورا ينحرونها وكانوا خمسمائة ويقال سبعمائة وبعث إليه سعد بن عبادة بأحمال تمر وبعشر جزائر فوافت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذى قرد. قال ابن سعد والثبت عندنا أن سعد بن زيد أمير هذه السرية ولكن الناس نسبوها للمقداد لقول حسان * غداة فوارس المقداد * قلت وأوله:
ولسر أولاد اللقيطة أننا * سلم غداة فوارس المقداد قال فعاتبه سعد فقال اضطرني الروى إلى المقداد. ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يوم الاثنين وكان قد غاب خمس ليال.
وفى رواية لابن سعد في هذا الخبر عن هاشم بن القاسم عن عكرمة بن عمار قال حدثني إياس بن سلمة عن أبيه قال خرجت أنا ورباح غلام النبي صلى الله عليه وسلم وخرجت بفرس لطلحة بن عبيد الله كنت أريد أن أنسيه (1) مع الإبل فلما أن كان بغلس أغار عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل راعيها وخرج يطردها، وذكر نحو ما تقدم وفيه حتى ما خلق الله شيئا من ظهر النبي صلى الله عليه وسلم إلا خلفته وراء ظهري ثم لم أزل أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحا وأكثر من ثلاثين بردة يستخفونها ولا يلقون من ذلك شيئا إلا جعلت