فاحتجب بقول أخيها مالك بن أسماء * وخير الحديث ما كان لحنا * وقال لها الحجاج لم يرد أخوك هذا إنما أراد الذي هو التورية والألغاز فسكتت فلما حدث الجاحظ بهذا الحديث قال لو كان بلغني هذا قبل أن أؤلف كتاب البيان ما قلت في ذلك ما قلت فقيل أفلا تغيره فقال وكيف وقد سار بها البغال الشهب وأنجد في البلاد وغار. انتهى ما حكاه السهيلي، وتأويل الجاحظ أولى لما فيه من مقابلة الصواب بالخطأ ولعل الشاعر لو أراد المعنى الآخر لقال منطق ظاهر ليقابل بذلك ما تقتضيه التورية واللغز من الخفاء، وكما قال الجاحظ في تأويل وتلحن أحيانا قال ابن قتيبة. وحبان بن العرقة هو حبان بن عبد مناف بن منقد بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي والعرقة أمه وهى قلابة بنت سعيد بن سعد بن سهم تكنى أم فاطمة سميت العرقة لطيب ريحها. كذا ذكر السهيلي، وابن الكلبي يقول هي أم عبد مناف جد أبيه وهو عنده حبان بن ببأبى قيس بن علقمة بن عبد مناف وموسى بن عقبة يقول فيه جبار بن قيس بالجيم والراء أحد بنى العرقة. وحديث اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ حديث صحيح. قال السهيلي والعجب من رواية من روى عن مالك أنه كره أن يقال اهتز العرش لموت سعد بن معاذ ولم ير التحدث بذلك مع صحة نقله وكثرة الرواة له، ولا أدرى ما وجه ذلك ولعلها غير صحيحة عنه فقد خرجه البخاري. قلت هذا يقتضى أن يكون إنكار مالك محمولا عنده على أمر عنده يرجع إلى الاسناد وليس كذلك بل قد اختلف العلماء في هذا الخبر فمنهم من يحمله على ظاهره ومنهم من يجنح فيه إلى التأويل. وما كانت هذه سبيله من الاخبار المشكلة فمن الناس من يكره روايته إذا لم يتعلق به حكم شرعي فلعل الكراهة المروية عن مالك من هذا الوجه والله أعلم. وأسيد بن سعية بفتح الهمزة وكسر السين كذا هو عند أكثر الرواة، ونقل عن بعضهم أسيد بضم الهمزة وفتح السين. وجهشت إلى الشئ وأجهشت أسرعت متباكيا، ويعنى
(٦٠)