استبرق فقال يا محمد من هذا الذي فتحت له أبواب السماء واهتزله العرش (1) قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا يجر ثوبه إلى سعد بن معاذ فوجده قد مات. ولما حمل على نعشه وجدوا له خفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان له حملة غيركم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر ابن عائذ لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا سعدا ما وطئوا الأرض إلا يومهم هذا، وقال ابن سعد مرت عليه عنز وهو مضطجع فأصابت الجرح بظلفها فما رقأ حتى مات وبعث صاحب دومة الجندل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببغلة وجبة من سندس فجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبون من حسن الجبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن يعنى من هذا.
واستشهد يوم بني قريظة خلاد بن سويد الحارثي الذي طرحت المرأة عليه الرسا، وقد تقدم خبر قتلها وزاد ابن عائذ ومنذر بن محمد أخو بنى جحجبا. ومات أبو سنان بن محصن الأسدي ورسول الله صلى الله عليه وسلم محاصر بني قريظة فدفن في مقبرة بني قريظة، ولما انصرف أهل الخندق عن الخندق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا ولكنكم تغزونهم. فكان كذلك.