يأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يفتح له دومة الجندل ففعل وصالحه على ألفى بعير وثمانمائة رأس وأربعمائة درع وأربعمائة رمح فعزل للنبي صلى الله عليه وسلم صفيا خالصا ثم قسم الغنيمة فأخرجا الخمس وكان للنبي صلى الله عليه وسلم ثم قسم ما بقى في أصحابه فصار لكل واحد منهم خمس فرائض.
وذكر ابن عائذ في هذا الخبر أن أكيدر قال عن البقر والله ما رأيتها قط جاءتنا إلا البارحة ولقد كنت أضمر لها اليومين والثلاثة ولكن قدر الله. وذكر موسى بن عقبة اجتماع أكيدر ويحنة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهما إلى الاسلام فأبيا وأقرا بالجزية فقاضاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم على قضية دومة وعلى تبوك وعلى إيلة وعلى تيماء وكتب لهما كتابا.
رجع إلى خبر تبوك: قال ابن إسحاق فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك بضع عشرة ليلة لم يجاوزها ثم انصرف قافلا إلى المدينة وكان في الطريق ماء يخرج من وشل (1) ما يروى الراكب والراكبين والثلاثة بواد يقال له وادى المشقق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبقنا إلى ذلك الماء فلا يستقين منه شيئا حتى نأتيه قال فسبقه إليه نفر من المنافقين فاستقوا ما فيه فلما أناه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف عليه فلم ير فيه شيئا فقال من سبقنا إلى هذا الماء؟ فقيل له يا رسول الله فلان وفلان وفلان فقال أو لم أنههم أن يستقوا منه شيئا حتى آتيه ثم لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا عليهم ثم نزل فوضع يده تحت الوشل فجعل يصب في يده ما شاء الله أن يصب ثم نصحه (2) به ومسحه بيده ودعا رسول الله