من مدينة السلام ومولده سنة سبع عشرة وخمسمائة وتوفى سنة ستمائة قال أنا أبو القاسم بن الحصين إملاء من لفظه سنة ثلاث وعشرين قال أنا القاضي أبو القاسم التنوخي قال أنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق المتوثي فثنا البغوي فثنا مصعب ابن عبد الله قال حدثني مالك عن ثور بن زيد الديلي عن أبي الغيث مولى ابن مطيع عن أبي هريرة أنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر فلم نغنم ذهبا ولا ورقا إلا الثياب والمتاع والأموال قال فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو وادى القرى وقد أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم عبد أسود يقال له بدعم يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه سهم عابر فقتله فقال الناس هنيئا له الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشعل عليه نارا فلما سمعوا بذلك جاء رجل بشراك (2) أو شراكين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شراك من نار أو شرا كان من نار.
قال البلاذري حدثني علي بن محمد بن عبد الله مولى قريش عن العباس بن عامر عن عمه قال أتى عبد الملك بن مروان يزيد بن معاوية فقال إن أمير المؤمنين معاوية كان ابتاع من رجل يهودي أرضا بوادي القرى وأحيا إليها أرضا وليست لك بذلك المال عناية فقد ضاع وقلت غلته فأقطعنيه فإنه لا حظر له، فقال يزيد إنا لا نبخل بكثير ولا نخدع عن صغير فقال يا أمير المؤمنين غلته كذا قال هو لك فلما ولى قال يزيد هذا الذي يقال إنه يلي بعدنا فان يكن ذلك حقا فقد صانعناه وإن يكن باطلا فقد وصلناه.