قال ووعده ربه أنه فاتحها وبين له فتحها ولم يجعل لمن تخلف عنه بالمدينة من غير معذرة نصيبا في مغانم خيبر فقال (سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها) حتى بلغ إلا قليلا. وقال ابن عقبة في تفسير قوله (فتحا قريبا) رجوعهم من العام المقبل إلى مكة معتمرين وقيل خيبر. وهاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط في تلك المدة فخرج أخواها عمارة والوليد في ردها بالعهد فلم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. ونزلت (إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بايمانهن) الآيات. وكان ممن طلق عند نزول قوله تعالى (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) عمر بن الخطاب طلق امرأته قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة فتزوجها معاوية بن أبي سفيان وهما على شركهما وأم كلثوم بنت جرول فتزوجها أبو جهم بن حذيفة بن غانم رجل من قومه وهما على شركهما.
وروى أن بعض من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما قدم المدينة ألم تقل يا رسول الله أنك تدخل مكة آمنا قال بلى أفقلت لكم من عامي هذا قالوا لا قال فهو كما قال جبريل. وذكر ابن عقبة عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار الناس حين بلغه أن قريشا تجمع له فقال أترون أن نغير على ما جمعوا لنا على جل أموالهم فنصيبهم فان قعدوا قعدوا مغيظين موتورين وإن تبق منهم عنق نقطعها أم ترون أن نؤم البيت الحرام فمن صدنا عنه قاتلناه قال أبو بكر الصديق الله ورسوله أعلم جئنا لأمر فنرى أن نؤمه فمن صدنا عنه قاتلناه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنعم. ويقال سار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بعسفان لقيه بسر بن سفيان الكعبي فقال إن قريشا قد نزلت بذى طوى وذكر نحو ما تقدم. وفيه بعد كتابة الصحيفة بالصلح فهم ينتظرون نفاذ ذلك وإمضاءه رمى رجل من أحد الفريقين رجلا من الفريق الآخر فكان بينهم شئ من قتال يترامون بالنبل والحجارة فصاح الفريقان