ان يعرض الله جل جلاله عن دعواتهم وإجاباتهم وحسبهم عفو الله جل جلاله عن مؤاخذتهم على غفلاتهم وجهلاتهم.
وقد روى عن مولانا الصادق صلوات الله عليه انه قيل له ما بالنا ندعوا الله جل جلاله فلا يستجاب لنا فقال لأنكم تدعون من لا تعرفون.
ذكر أدب العبد في قرائة القرآن في الصلاة على سبيل الجملة في ساير الآيات.
اعلم أن من أدب العبد في تلاوته كلام موليه الذي يعلم أنه يراه ان يكون ذاكرا لجلالته وانه في حضرته ويكون متشرفا ومتلذذا باستماع محادثته ومتأدبا مع عظمته فيتلو كلامه المقدس بنية انه نائب عن الله جل جلاله في قرائة كلامه وان الله جل جلاله مقبل عليه يستمع كلامه المقدس منه فلا يكن حالك عند تلك التلاوات دون حالك لو قرئت بعض الكتب المصنفات على من صنفها ممن تريد التقرب إليه في قرائة تصنيفه عليه وأنت محتاج في كل أمورك إليه فإنك تعلم انك كنت تبذل جهدك في احضار قلبك بغاية امكانك وتبالغ في تهذيب لسانك وتقبل عليه وعلى قرائة تصنيفه بجميع جنانك وبحفظ نفسك في الحركات والسكنات فلا يكن الله جل جلاله عندك في قرائة كلامه دون صاحب المصنفات فإنك ان جعلت الله جل جلاله دون هذه الحال كنت أقرب إلى الهلاك واستحقاق النكال واقتد بمن تذكر أنت وتدعى انك مهتد بأنواره ومقتد باثاره.
فقد روى أن مولينا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام كان يتلو القرآن في صلوته فغشى عليه فلما أفاق سئل ما الذي أوجب ما انتهت حالك إليه فقال ما معناه ما زلت أكرر آيات القرآن حتى بلغت إلى حال