فقد ظفر ببلوغ الآمال وان تعثر في أذيال الالتفات عن موليه وهو يراه فحاله حال أهل التعثير الذين يقع أحدهم تارة ويقوم تارة في خطاه وربما أفسد تعثيره عليه دنياه وأخراه وفاته اقبال ربه جل جلاله ورضاه وان قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض وهي في تلك الحال غافل أو متغافل عن هيبة العرض وحرمة الفرض فيكون في قوله وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض كاذبا قد افتتح صلوته بالجنايات بالكذب والبهتان وكيف حال من أول صلوته تصريح بالكذب والزور والعدوان اما يكون مستحقا للهوان وان كان في حال قيامه إلى الصلاة ودخوله فيها على صفة المتكاسل والمتثاقل فلينظر حال الذين يقومون إلى الصلاة كسالى في صريح القرآن ويفكر انه لو دخل عليه قبل ان يدخل في تلك الصلاة صديق أو بعض من يحبه من أعوان السلطان كيف كان يقوم إليه ويقبل عليه بغير تكاسل ولا تثاقل وليتحقق من نفسه ان الله جل جلاله أهون عنده من عبد من عبيده ويا له من خطر هايل.
ذكر أدبه في التحميد والتمجيد قد مضى في خطبة كتابنا ان التحميد والتمجيد من وظايف من خلص فيما بينه وبين الله جل جلاله من الجنايات فاما من كان عليه فرض مضيق من المهمات فالبدأة لازمة له بالأهم فالأهم والاهم عليه التوبة وأداء الفروض المتعينة قبل الدخول في الصلاة والتحميدات والتمجيدات سواء كانت الفروض على قبله أو بدنه أو ماله أو في شئ من أعماله.
أقول ومن أدب الانسان عند تحميده وتمجيده ان يكون تلذذه وتعلق خواطره بحمده لله جل جلاله وتمجيده ومدح الله جل جلاله