بالمصايب ما هو أعظم من بقاء الاحياء فالعاقل يرغب في أرجح المواهب والمناقب فقال جل جلاله الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون وكفى في التعزية عند العارفين انه من تدبير ارحم الراحمين وأكرم الأكرمين الذي لا يتهم في تدبيره وشفقته على المحسنين ولا على المسيئين ولعل لو كشف لأهل الأموات ما في باطن ذلك من المصالح والسعادات لسئل الميت ولسئل أيضا أهله تعجيل الحادثات على كل حال ولكان إذا لم يمت وتأخرت تلك المصالح والعنايات يبكون أبلغ مما بكوا عليه عند الممات.
والمهم عند ذوي الألباب وموت القلوب وموت صفة من صفات كمال الانسان واما موت الأبدان ونقلها من دار تقلب الأزمان فذلك سعادة وزيادة مع سلامة الأديان.
ثم يحمل الميت إلى محل خلوته بمالك امره ووحدته ووحشته في حفرته وقبره.
ذكر صفة دفن الأموات إذا وصل الحاملون للميت إلى مضاجعة الثرى ومجاورة أهل القبور من الورى والمنزل الذي يهجره فيه الأهل والإخوان ويخذله الأعوان والجيران ويقيم فيه وحيد وفريدا طريدا بعيدا.
تنزل جنازة الرجل مما يلي رجلي قبره وتقدم إلى شفير القبر في ثلث دفعات فقد روى أن روحه تستعد بذلك لما يلقاه من السؤال والأمور الهايلات.
وان كانت جنازة امرأة تركت قدام قبرها مما يلي القبلة ثم