ذلك بملك أو عارية أو إجارة أو غير ذلك من وجوه الاباحات وأن يكون صادقا في لبسه ثيابه للصلاة ومعنى قولي صادقا أي يكون سريرته موافقة لعلانيته في أنه ما لبس هذه الثياب الا لله وما يريده من العبادات لأنه ان كان قصده بلبسها لذة نفسه وقلبه كان كاذبا عند الله في أنه لبسها للصلاة أو لأجل ربه وكذلك ان كان للمكاثرة والمفاخرة والتقرب إلى قلوب العباد فإنه يكون كاذبا إذا ظهر انه لبسها لخدمة سلطان المعاد فيجب ان يكون صادقا في لبس ثيابه والا كان مستخفا مستحقا ان يعرض الله جل جلاله عن خطابه وعن جوابه وعن ثوابه.
ولا تصح صلاة الرجال في الإبريسم المحض الساتر للعورة الا ان يكون في الحرب لمصلحة المحارب والضرورة إليه إذا كان المصلى فيه ذاكرا ان الثوب الحرير عليه ولشرح لباس الصلاة وما يحل أو يستحب فيه أو يحرم أو يكره تفصيل يخاف منه التطويل.
واما اختيار مكان الصلاة فالأفضل لذلك ما كان بقلبه فيه حاضرا والعبد فيه لله جل جلاله بالقلب ذاكرا لازما حق الحرمة الجلالة الإلهية وأدب ذل العبودية وأقرب إلى الخلاص والاختصاص بعيدا من الشواغل الباطنة والظاهرة عن وقوفه بين يدي موليه ومالكه جبار الجبابرة ومالك الدنيا والآخرة ويكون صادقا في اختياره لذلك المكان لخدمة الملك الديان ومعنى قولي صادقا ان تكون سريرته موافقة لعلانيته في أنه ما قصد الحضور في ذلك المكان والوقوف فيه الا لله جل جلاله وطلب مراضيه.
ولقد رأيت في بعض الأحاديث ان عبدا من الخواص وأهل الاختصاص كان يعبد الله جل جلاله على الانفراد وبالقرب منه شجرة