أي أغضبونا فقال الجوهري في كتاب الصحاح ما هذا لفظه وأسف عليه أسفا أي غضب وأسفه أغضبه.
وقال الطبرسي في تفسير القرآن فلما أسفونا أي أغضبونا وغضبه سبحانه إرادة عقابهم وما قال الطبرسي ان غضبه عقابهم فجعل الله جل جلاله في هذه الآية الأسف الذي هو الغضب منه جل جلاله عليهم قبل عقابه لهم الذي هو الانتقام.
وهذا واضح كيف يخفى مثله على ذوي الافهام وقال جل جلاله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما أفلا ترى انه جل جلاله قدم الغضب على العذاب بل قبل اعداد عذابه بجهنم في صريح الكتاب على مقتضى مفهوم الألباب.
فصل ويزيدك بيانا انك ترى الأحاديث والأدعية متظاهرة بما معناه أو لفظه اللهم ان لم ترض عنى فاعف عنى فقد يعفو المولى عن عبده وهو غير راض عنه.
ثم أو ما تعلم أن الكفار الذين علم الله جل جلاله منهم انهم يموتون على كفرهم كانوا يستحقون في حكم العقل عقوبتهم في حال حياتهم.
ثم تعلم أن الله جل جلاله غضبان عليهم في حال كفرهم قطعا ان كنت مسلما فعفى الله جل جلاله عن تعجيل عقوبتهم واخر عقابهم إلى بعد وفاتهم مع كونهم مذ كفروا وعلم استمرارهم على كفرهم كان قد غضب عليهم.
فهذا يكشف لك ان الغضب من الله جل جلاله قبل العقاب لأنه