كأنني سمعت مشافهة ممن أنزلها على المكاشفة والعيان فلم تقم القوة البشرية بمكاشفة الجلالة الإلهية وإياك يامن لا تعرف حقيقة ذلك أن تستبعده أو يجعل الشيطان في تجويز الذي رويناه عندك شكا بل كن به مصدقا اما سمعت الله جل جلاله يقول فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا.
وقد ذكر محمد بن يعقوب الكليني ان الصادق عليه السلام سئل كيف كان النبي صلى الله عليه وآله يصلى بهم ويقرء القرآن ولا تخشع له قلوب أهل الايمان فقال عليه السلام ان النبي صلوات الله عليه كان يقرء القرآن عليهم بقدر ما يحتمله حالهم والحديث مختصر وسيأتي من صفات حال الأبرار في التلاوات في مواضع من هذا الكتاب ما فيه تعريف كاف لذوي الألباب ذكر أدبه في الركوع والخضوع ينبغي للعبد إذا كبر تكبيرة الركوع ان يركع بذل واستكانة وخضوع ويكون مستحضرا بقلبه ونيته انه معامل في عبادته وركوعه لله مالك دنياه وآخرته فيقابل في حال ركوعه كمال تلك الجلالة الإلهية بذل العبودية ولله در القائل.
إذا كان من تهوى عزيزا ولم تكن * ذليلا له فأقر السلام على الوصل أفلا ترى ان من أدب العبد مع المملوك في دار الزوال انهم إذا تلقوهم وأقبلوا عليهم يركعون لهم على سبيل التعظيم والاجلال ويكونون في تلك الحال مستحضرين انهم بين أيديهم وانهم يقصدونهم بذلك التعظيم فكيف تركع أنت وتخضع للعالم بالاسرار وهو أعظم من كل عظيم وقلبك خال من حضورك بين يديه ومن ذلك له ومن اقبالك عليه.
أقول ومن أدب الراكع في الصلاة إذا كان ممن يقول في ركوعه