يعز عليه من العباد ومن مدح أهل الدنيا وثنائهم عليه في الاصدار والايراد ويكون ترجيح حبه لمدحه الله جل جلاله وشكر الله جل جلاله بقدر ما بين الله جل جلاله وبين عباده من تفاوت جلالته وحق انعامه وارفاده فان عجز العبد عن هذا المقام فلا أقل من أن يكون حبه لمدحة الله جل جلاله ولشكر الله جل جلاله أرجح في قلبه من مدحه لأهل الانعام من الأنام أو لشكر من يشكره من ملوك الاسلام.
فاما ان نقص حال العبد عن هذا المقام وكان في مدح الله جل جلاله وشكره سبحانه أهون من مماليكه وعبيده فقد استخف استخفافا عظيما بتحميده وتمجيده وكان مستحقا لما تضمنه هوله ووعيده وتهديده.
ذكر أدبه عند قوله مالك يوم الدين.
اعلم أن يوم الدين يوم الحساب والعرض على سلطان العالمين واظهار السراير بمحضر من كان يسترها من الخلائق أجمعين فينبغي ان يكون عند هذه الحال خائفا لما يخافه على نفسه يوم الحساب والسؤال.
فقد روى محمد بن يعقوب الكليني ما معناه ان مولينا زين العابدين وهو صاحب المقام المكين كان إذا قال مالك يوم الدين يكررها في قرائته حتى يظن من يراه انه قد أشرف على مماته وما لخوف منه يحذرون ولا الخنا عليهم ولكن هيبة هي ماهيا.
وقد عرفت ان مولينا زين العابدين قدوة لك في أمور الدنيا والدين فسر في اثاره بهداية الله جل جلاله وبأنواره على مطايا اليقين فان الله جل جلاله قادر ان يبلغك ما هو سبحانه أهله من مقامات العارفين