لك خشعت وبك امنت ولك أسلمت وعليك توكلت وأنت ربى خشع لك سمعي وبصري ومخي وعصبي وعظامي وما أقلته قدماي لله رب العالمين ان يكون العبد ذاكرا انه قد ادعى في هذا القول صفات المقبلين على مالك يوم الدين بجميع جوارحه على الحقيقة واليقين وصفة المستسلمين والمتوكلين فإياك ان يكون شئ منك غير خاضع ولا خاشع أو غير مستسلم لله جل جلاله أو غير متوكل على الله في شئ من أمور الدنيا والدين فتكون في قولك من الكاذبين فأي صلاة تبقى لك إذ صليتها بالكذب والبهت لمالك الأولين والآخرين.
أقول ومن أدب الراكع في الصلاة انه لا يستعجل برفع رأسه من الركوع قبل استيفاء اقسام ذل العبودية لمولاه كما رويناه عمن يقتدى به وكما رويناه باسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه فيما رويناه من كتاب زهد مولينا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن سعيد عن الفضل بن صالح عن أبي الصباح عن أبي عبد الله قال كان علي عليه السلام يركع فيسيل عرقه حتى يطأ في عرقه من طول قيامه.
أقول انا لك فيا أيها المشفق على روحه وقلبه وجسده وكبده أولئك الذين هدى الله فبهديم اقتده.
ومن أدب الراكع انه إذا رفع رأسه بعد ما ذكرناه فليكن رفع رأسه بوقار وسكينة فان موليه يراه فإذا قال سمع الله لمن حمده أهل الكبرياء والعظمة والجود والجبروت انه يمد يديه عند ذكر الكبرياء والعظمة والجبروت بالذل للمعبود ويبسطهما بالرجاء عند ذكر الجود.
ذكر أدبه في السجود اعلم أنه من أدب العبد في سجوده ان يكون