الليل وتتشمر في مسالك مهالك سوء الآداب فإنك ان وجدت فرقا في تحفظك في أعمالك بين علمها بالليل أو النهار فاعلم انك انما كنت تعبد بني آدم أو انهم كانوا عندك أعظم حرمة من المالك الجبار القهار المطلع على الاسرار فلما سترك الليل منهم هان عندك مولاك الذي يراك وإذا كنت كذلك فكيف تكون مسلما عند نفسك ان كنت من ذوي الألباب وباي عقل أو قلب ترجو سلامة يوم الحساب اما تسمع الله جل جلاله وقد صرح تصريحا لا يحتمل التأويل انه لا يحب مثلك مع خيانتك و استخفائك من الناس وترك الاستخفاء من مقام العظيم الجليل فقال جل جلاله ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيمة أيها العبد المسكين هل يصح ان يكون الله جل جلاله ما يحبك وتكون من المسلمين انظر في شفاء سقام قلبك ودينك فداؤك عظيم دفين وهلا اهتديت فاقتديت بمن تذكر انك تهتدى بأنواره وتقتدى باثاره وكيف كانت أحوالهم في ليلهم الذي تضيعه أنت باغتنام الغفلات وطلب الشهوات كأنك دابة قد رفع عنها حكم التكليفات.
فمن صفات الخواص في ليلهم ما روى الطبرسي في تفسيره في تفسير قوله تعالى قم الليل إلا قليلا نصفه قال كان النبي صلى الله عليه وآله وطائفة من المؤمنين يقومون حتى يصبحوا مخافة إلا يحيطوا بما بين النصف والثلث والثلثين حتى خفف الله عنهم وكان بين التكليف بذلك والتخفيف منه عشر سنين وذكر هذا الحديث مشروحا أبو محمد جعفر بن