ولذلك رنين كرنين الإبل عليه ضوء كضوء الشمس فيقول الملك قف انا ملك الحسد فاضرب بهذا العمل وجه صاحبه ويحمله على عاتقه انه كان يحسد من يتعلم ويعمل لله بطاعته فإذا رأى لاحد فضلا في العمل والعبادة حسده ووقع فيه فيحمله على عاتقه ويلعنه عمله.
قال ويصعد الحفظة فيمر به إلى السماء السادسة فيقول الملك قف انا صاحب الرحمة اضرب بهذا العمل وجه صاحبه واطمس عينيه لان صاحبه لم يرحم شيئا إذا أصاب عبدا من عباد الله ذنب للآخرة أو ضر في الدنيا شمت به امرني ربى ان لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري.
قال وتصعد الحفظة بعمل العبد أعمالا بفقه واجتهاد وورع له صوت كالرعد وضوء كضوء البرق ومعه ثلاثة آلاف ملك فيمر به إلى ملك السماء السابعة فيقول قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه انا ملك الحجاب احجب كل عمل ليس لله انه أراد رفعة عند القواد وذكرا في المجالس وصوتا في المداين امرني ربى ان لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري ما لم يكن خالصا.
قال وتصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا به من حسن خلق وصمت وذكر كثير تشيعه ملائكة السماوات والملائكة السبعة بجماعتهم فيطئون الحجب كلها حتى يقوموا بين يديه فيشهدوا له بعمل صالح ودعاء فيقول الله أنتم حفظة عمل عبدي وانا رقيب على ما في نفسه ولم يردني بهذا العمل عليه لعنتي فيقول الملائكة عليه لعنتك ولعنتنا.
قال ثم بكى معاذ قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه وآله ما اعمل قال اقتد بنبيك يا معاذ في اليقين قال قلت أنت رسول لله وانا معاذ بن جبل.