اصفر لونهما وظهر الخوف من الله جل جلاله عليهما لأنهما عليهما السلام عرفا و علما هيبة الملك الذي يقومان بين يديه.
وسيأتي في هذا الكتاب من خوف النبي صلى الله عليه وآله في الصلوات و خوف عترته المعصومين ما تعلم يقينا انك لست تابعا لهم وانك على خلاف ما كانوا عليه من معاملة سلطان العالمين.
أقول وقد كان فرضنا جميعا ان نخاف الله جل جلاله للهيبة والحرمة التي يستحقها لذاته فبلغت الغفلة بنا إلى اننا لا نخاف لذلك ولا نخاف لأجل خوف المعصومين الذين نقتدي بهم في عباداته ولا نخاف لأجل ما تجدد منا من مخالفاته في إراداته وتهويننا بجلالة امره ونهيه وبمقدس حبه وقربه ومناجاته وهذا جهل عظيم منا بالمعبود كاد ان يقرب من جهل أهل الجحود فإذا قال العبد وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض ينبغي ان يتحقق انه في مقام العرض وانه ما مراد الله جل جلاله منه ومراد رسوله عليه السلام بقوله وجهت وجهي أي وجهت صورة وجهي إلى القبلة فحسب للذي فطر السماوات والأرض ولكن المراد منه ان يكون قد وجه قلبه وعقله عن الالتفات إلى سواه جل جلاله من ساير المرادات والمكروهات.
ولقد قيل لبعض العارفين ما أحسن ما تقبل بوجهك على الصلوات فقال إن كان وجهي لا يلتفت فان وجه قلبي كثير الالتفات.
أقول فإذا كان وجه القلب مقبلا ومتوجها إلى الله جل جلاله بالكلية كانت الجوارح مقبلة على الله جل جلاله فيما خلقت له لأنها مع القلب كالرعية وعند هذه الحال يكون دخوله في هذه الصلاة دخول أهل الاقبال فان استمر على ذلك إلى حين الفراغ من الصلاة