وإخوانهم وأزواجهم وعشيرتهم فهل تجوز في قوله جل جلاله وأموال اقترفتموها وتجارة وتخشون كسادها ومساكن ترضونها ان الحب لهذه الأشياء بمعنى الطاعة فإياك ان تحمل على المعقول ما لا يدخل تحت الاستطاعة ودع عنك تقليد من قال إن حب العبد لله جل جلاله طاعته واقبل الحق ممن قاله فقد انكشف لك براهينه وحجته فهذا بيان ان حب العبد لله جل جلاله بالقلوب وهو مما يثمره قوة معرفة بالله جل جلاله وقوة المعرفة باحسانه الذين يسوقان عقل العبد وقلبه إلى حب مولاه قبل ان يعرف العبد هل هو مكلف بحب الله جل جلاله أم لا فكيف إذا عرف انه مأمور أيضا بحبه عقلا ونقلا لان الكامل في ذاته محبوب لكماله والمحسن محبوب لاحسانه وافضاله قبل معرفة التكليف بهذا الحب المذكور والله جل جلاله أعظم شأنا وأعم احسانا من أن يحيط بجلاله وصفنا لكماله ووصفنا لاحسانه ولأفضاله بل هو جل جلاله أعظم كمالا وأبلغ احسانا وأفضالا فوجب ان يكون محبوبا بالقلوب إلى من عرفه على اليقين وعرف احسانه في أمور الدنيا والدين.
فصل واما حب الله جل جلاله لعبده إذا طاعة وغضبه عليه إذا عصاه فلعلك تجد في الروايات والمقالات ان حب الله جل جلاله للعبد أو رضاه عنه هو ثوابه له وان غضب الله جل جلاله على عبده العاصي هو عذابه له فاما المقالات لذلك فلا يجوز تقليدهم في المعقول واما حديث الرواية والمنقول فان سلمت من الطعن عليها وكانت عن معصوم فلعل ذلك قالوه على سبيل التقية فإنهم عليهم السلام كانوا في تقية هايلة وقد كشفنا تقيتهم فيما ذكرنا في الاعتذار لمضمون كتاب الكشي فان هذا القول كثير في مذهب المخالفين لهم أو لعل ذلك قالوه للتقريب على السائلين