نراك في حركاتك وسكناتك في دار الفناء تبادر إلى ما ينفعك إذا وثقت بمنفعته وتهرب مما يضرك إذا صدقت من يخبرك بمضرته.
أقول وقد كنت قلت لبعض من قال لي انه قد صدق محمدا عليه السلام فقلت له ما معناه لو أن يهوديا أخبرك ان في بعض الطرقات ما يؤذيك وفى بعض الطرقات ما ينفعك اما كنت تترك الطرقات التي تخاف منها الضرر وتسلك الطريق الذي ترجو منها النفع فقال بلى فقلت له فان قال لك محمد عليه السلام انه قد حذرك من طريق النار وعرفك بطريق دار القرار فلو صدقته كنت قد عملت مثل الذي عملت مع خبر اليهودي فهل ترى الا ان تصديقك للذمي أرجح من تصديقك للنبي صلى الله عليه وآله وذلك شاهد بأنك ما صدقته في رسالته ومقالته.
ومما ينبغي لك عند الشهادة له صلوات الله عليه بالرسالة ان تعتقد ان لله جل جلاله وله المنة العظيمة في هدايتك إلى مقام السعادة والجلالة وان بذل نفسك ومالك وعيالك بين يديه لتحصيل السعادة ابدالا بدين من أياديه ونعمه عليك مع بقاء مالك يوم الدين قال الله جل جلاله يمنون عليك ان أسلموا قل لا تمنوا على اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هديكم للايمان ان كنتم صادقين.
ذكر الصلاة على محمد صلى الله عليه وآله قال السعيد أبو جعفر محمد بن بابويه رضوان الله عليه في كتاب معاني الأخبار حدثنا أحمد بن عبد الرحمن المقرى قال حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقرى الجرجاني قال حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد قال حدثني محمد بن عاصم الطريقي قال حدثنا أبو زيد بن عباس بن زيد بن الحسن بن علي الكحال مولى زيد بن علي قال حدثني أبي زيد بن الحسن قال حدثني موسى