تستطيع أن تخبرني بصاحبك إذا جاءك؟ قال نعم فلما جاء جبريل أخبرها فقالت له اجلس إلى شقي، وذكر الحديث إلى آخره وفيه فقالت ما هذا بشيطان هذا الملك يا ابن عم فأثبت وأبشر، وآمنت به، فهذا يدل على أنها مستثبتة بما فعلته لنفسها ومستظهرة لإيمانها لا للنبي صلى الله عليه وسلم وقول معمر في فترة الوحي فحزن
النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغناه
حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من شواهق الجبال: لا يقدح في هذا الأصل، لقول معمر عنه فيما بلغنا ولم يسده ولا ذكر رواته ولا من حدث به ولا أن
النبي صلى الله عليه وسلم قاله ولا يعرف مثل هذا إلا من جهة
النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه قد يحمل على أنه كان أول الأمر كما ذكرناه أو أنه فعل ذلك لما أخرجه من تكذيب من بلغه كما قال تعالى. (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) ويصحح معنى هذا التأويل حديث رواه شريك عن
عبد الله بن محمد بن عقيل عن
جابر بن عبد الله أن المشركين لما اجتمعوا بدار الندوة للتشاور في شأن
النبي صلى الله عليه وسلم وأتفق رأيهم على أن يقولوا إنه ساحر اشتد ذلك عليه وتزمل في ثيابه وتدثر فيها فأتاه جبريل فقال: (يا أيها المزمل، يا أيها المدثر) أو
خاف ____________________
(قوله محمد بن عقيل) بفتح العين المهملة ابن علي بن أبي طالب (قوله بدار الندوة) بفتح النون وإسكان الدال المهملة وهي دار بناها قصي بن كلاب وجعل بابها إلى الكعبة ليجتمع فيها العرب للمشاورة وللختان وللنكاح وإذا قدمت غير نزلت وإذا ارتحلت منا وسميت بدار الندوة من الندى - بتشديد الياء - وهو المجتمع، وهي الآن من الحرم