لا فيما دعا إليه من التوحيد والشريعة ومثل هذا قوله تعالى (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) الآية المراد به المشركون والخطاب مواجهة للنبي صلى الله وسلم قاله العتبى، وقيل معناه سلنا عمن أرسلنا من قبلك فحذف الخافض وتم الكلام ثم ابدأ (أجعلنا من دون الرحمن) إلى آخر الآية على طريق الإنكار أي ما جعلنا، حكاه مكي، وقيل أمر
النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأل الأنبياء ليلة الإسراء عن ذلك فكان أشد يقينا من أن يحتاج إلى السؤال فروى أنه قال (لا أسال قد اكتفيت) قاله ابن زيد، وقيل سل أمم من أرسلنا هل جاؤوهم بغير التوحيد؟ وهو معنى قول مجاهد والسدي والضحاك وقتادة والمراد بهذا والذي قبله إعلامه صلى الله عليه وسلم بما بعثت به الرسل وأنه تعالى لم يأذن في عبادة غيره لأحد ردا على مشركي العرب وغيرهم في قولهم: إنما نعبدهم ليقربوا إلى الله زلفى، و كذلك قوله تعالى: (والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين) أي في علمهم بأنك رسول الله وإن لم يقروا بذلك وليس المراد به شكه فيما ذكر في أول الآية وقد يكون أيضا على مثل ما تقدم أي قل يا محمد لمن امترى في ذلك لا تكونن من الممترين بدليل قوله أول الآية: (أفغير الله ابتغى حكما) الآية: وأن
النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب بذلك غيره وقيل
____________________
(قوله قال القتيبي) وفى بعض النسخ القتبي وكلاهما أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة صاحب المصنفات (قوله إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى) هكذا وقع في كثير من الأصول والتلاوة إنما هي * (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) * وحكى عن أبي عبيد هو معمر بن المثنى