(وتتناوله) (1)، فقال: نعم يا أماه، قال: فغضبت وقالت: اقعد ثكلتك أمك حتى أحدثك بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم اختر لنفسك.
انا كنا عند رسول الله تسع نسوة، وكانت ليلتي ويومي من رسول الله، فأتيت الباب (2) فقلت: ادخل يا رسول الله؟ فقال: لا، قالت: فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون ردني من سخطه أو نزل في شئ من السماء، ثم لم البث أن أتيت الباب ثانية! فقلت: ادخل يا رسول الله؟ [قال: لا، فكبوت كبوة أشد من الأولى، ثم لم ألبث حتى أتيت الباب في ثالثة، فقلت: أدخل يا رسول الله] (3) فقال: ادخلي يا أم سلمة.
فدخلت وعلي جاث بين يديه وهو يقول: فداك أبي وأمي يا رسول الله إذا كان كذا وكذا فماذا تأمرني؟ قال: آمرك بالصبر، ثم أعاد عليه القول ثانية فأمره بالصبر، ثم أعاد عليه القول الثالثة، فقال له: يا علي يا أخي إذا كان ذلك منهم فسل سيفك وضعه على عاتقك واضرب به قدما [قدما] (4) حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم.
ثم التفت إلي رسول الله وقال لي: ما هذه الكآبة يا أم سلمة؟ قلت: الذي كان من ردك لي يا رسول الله.
فقال: والله ما رددتك من موجدة وانك لعلى خير من الله ورسوله ولكن أتيتني وجبرئيل عن يميني وعلي عن يساري وجبرئيل يحدثني بالأحداث التي تكون من بعدي وأمرني أن أوصي بذلك عليا، يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، (يا أم سلمة! اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب، وزيري في الدنيا ووزيري في الآخرة) (5)، يا أم سلمة اسمعي وأشهدي هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا وحامل لوائي غدا